من ديوان الامام الشافعي**قافية الميم**

     قافية الميم


فضل العلمرأيت العلـم صاحبه كريــم ولو ولدته آبــاء لئــام
وليس يــزال يرفعه إلى أن يُعَظِّمَ أمره القوم الكــرام
ويتبعـونـه في كل حــال كراعي الضأن تتبعه السوام
فلولا العلم ما سعدت رجـال ولا عرف الحلال ولا الحرام


المهلكات الثلاثثلاث هن مهلكة الأنـام وداعية الصحيح إلى السقام
دوام مُدامة ودوام وطء وإدخال الطعام على الطعـام


العلم بين المنح والمنعأأنثر درا بين سارحة البهــم وأنظم منثورا لراعية الغنـم
لعمري لئن ضُيعت في شر بلدة فلست مُضيعا فيهم غرر الكلم
لئن سهل الله العزيز بلطفــه وصادفت أهلا للعلوم والحكـم
بثثت مفيدا واستفدت ودادهـم وإلا فمكنون لدي ومُكْتتـــم
ومن منح الجهال علما أضاعـه ومن منع المستوجبين فقد ظلم


عفُّوا تعفّ نساؤكمعفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلـم
إن الزنا دين فإن أقرضتــه كان الوفا من أهل بيتك فاعلم


الجود بالموجودأجود بموجود ولو بت طاويــا على الجوع كشحا والحشا يتألم
وأظهر أسباب الغنى بين رفقتي ليخفاهم حـالي وإني لمعــدم
وبيني وبين الله أشكـو فـاقتي حقيقا فإن الله بالحال أعـلــم


كما تدين تدان

من يزنى فى قوم بالفى درهم يزنى فى قومه بغير الدرهم ان الزنا دين اذا استقرضته كان الوفا من اهل بيتك فاعلميا هاتكا حرم الرجال وقاطعا سبل المودة عشت غير مكرم
لو كنت حرا من سلالة ماجد ما كنت هتاكا لحرمة مسلـم
من يَزْنِ يُزْنَ به ولو بجداره إن كنت يا هذا لبيبـا فافهـم


أنا عند رأييولقد بلوتك وابتليت خليقتي ولقد كفاك معلمي تعليمي


مناجــاةبموقف ذلي دون عـزتك العظمـى بمخفي سر لا أحيط به علمــا
بـإطراق رأسي باعـترافي بذلتـي بمد يدي استمطر الجود والرحمى
بأسمائك الحسنى التي بعض وصفها لعزتها يستغرق النثر والنظمــا
بعهد قديـم من ألسـت بـربكــم؟ بمن كان مكنونا فعُرف بالأسمـا
أذقنا شراب الأنس يا من إذا سقـى محبا شرابا لا يضام ولا يظمــا


الرغبة في عفو اللهإليك إلـه الخلـق أرفــع رغبتي وإن كنتُ يا ذا المن والجود مجرما
ولما قسـا قلبي وضـاقت مذاهبي جعلت الرجـا مني لعفوك سلمــا
تعاظمنـي ذنبـي فلمـا قرنتــه بعفوك ربي كان عـفوك أعظمــا
فما زلتَ ذا عفو عن الذنب لم تزل تـجـود وتعـفو منة وتكرمـــا
فلولاك لـم يصمـد لإبلـيس عابد فكيف وقد أغوى صفيك آدمـــا
فياليت شعــري هل أصير لجنة أهنـــا؟ وأمـا للسعير فأندمــا
فلله در العـــارف الـنـدب إنه تفيض لفرط الوجد أجفانه دمـــا
يقيـم إذا مـا الليل مد ظلامــه على نفسه من شدة الخوف مأتمـا
فصيحا إذا ما كـان في ذكـر ربه وفيما سواه في الورى كان أعجمـا
ويذكر أيامـا مضـت من شبابـه وما كان فيها بالجهـالة أجرمـــا
فصار قرين الهم طول نهـــاره أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلمـا
يقول: حبيبي أنـت سؤلي وبغيتي كفى بك للراجـيـن سؤلا ومغنمـا
ألـست الذي غذيتني وهــديتني ولا زلت منـانـا عليّ ومنعـمــا
عسى من لـه الإحسان يغفر زلتي ويستر أوزاري ومـا قـد تقدمــا
تعاظمني ذنبـي فأقبلت خاشعــا ولولا الرضـا ما كنت يارب منعمـا
فإن تعف عني تعف عـن متمرد ظلوم غشــوم لا يـزايـل مأتمـا
فإن تنتـقـم مني فلست بآيـس ولو أدخلوا نفسي بجــرم جهنمـا
فجرمي عظيم من قديم وحــادث وعفوك يأتي العبد أعلى وأجسمــا
حوالي َّ فضل الله من كل جانـب ونور من الرحمن يفترش السمــا
وفي القلب إشراق المحب بوصله إذا قارب البـشرى وجاز إلى الحمى
حوالي إينــاس من الله وحـده يطالعني في ظلـمـة القبرأنجمــا
أصون ودادي أن يدنسـه الهوى وأحفظ عـهد الـحب أن يتثلمــا
ففي يقظتي شوق وفي غفوتي منى تلاحـق خـطوى نـشوة وترنمـا
ومن يعتصم بالله يسلم من الورى ومن يرجه هـيهات أن يتندمـــا


من فضل العلمالعلم من فضله لمن خدمه أن يجعل الناس كلهم خدمــه
فواجب صونه عليه كمـا يصون في الناس عرضه ودمه
فمن حوى العلم ثم أودعه بجهله غـير أهـلـه ظلمــه


استعارة الكتبقل للذي لم تر عينا من رآه مثله
ومن كان من رآه قد رأى من قبله
لأن ما يجنـه فاق الكـمال كلـه
العلم ينهى أهله أن يمنعوه أهلـه
لعله يبـذله لأهـلـه لعـلــه.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة