كتاب قصاصات صالحة للحرق (3)

كان يصغي للنكات في تحفز عدواني كأنما ينتظر اللحظة المناسبة لیعلن: لم اضحك على أية نكتة!
-71 كم من بطل ثائر يتحدى الكون من أجل مبادئه، جعله التعذيب ثرثارًا !..
-72 ورقة في درجي كتبتھا في السابعة من عمري أودع فیھا العالم لأنني قررت الانتحار !!... أصابني
الھلع: ترى ھل انتحرت فعلاً بعد ما كتبت الورقة ؟.. ربما .. أشعر أحیانًا بأنني جثة نخرة ..
-73 لقد سلبني القدماء أعظم أفكاري !.. لا أعرف من قال ھذه العبارة لكنھا أروع من أكون أنا صاحبھا ..
-74 قال لي: كأنني طفل ظل يصرخ من اجل لعبة، ويشد شعره ويبكي .. فما إن أمسك بھا حتى ألقاھا
أرضًا وراح يفتش عن لعبة جديدة ... إن النجاح لیس بالروعة التي تصورھا لك لحظات الكفاح المرھقة ..
-75 تعريف التفاؤل ؟.. إذا قال القائد لجنوده إن العملیة خطرة وإنه يتوقع أن يموت 99 من مائة منھم، فإن
التفاؤل يجعل كل واحد ينظر لرفاقه دامعًا ويقول لنفسه: يحزنني فقد الرفاق !
-76 إن من يعتقد أن الماضي لا يتغیر لم يكتب مذكراته قط !... بالفعل !.. حینما كتبت مذكراتي مررت
بمرحلة أولى من التلفیق .. ثم مرحلة ثانیة من تصديقي لھذا التلفیق حتى صارت ھذه ذكرياتي فعلاً !...
-77 ھذه العلامات على ابني المراھق أعرفھا .. إنه شارد يمضي الساعات صامتًا .. على منضدة الطعام
يعبث بالملعقة في طبق الأرز بلا رغبة وبسأم .. بعد الطعام يسند رأسه على كفیه ويتنھد .. إنه يصفر في
شراھة .. إنه ينظر للنجوم .. لم يعد يركل الباب عند الدخول كعادته .. صوت فیروز لا يكف عن الصراخ في
غرفته . أعرف ھذه العلامات .. وبرغم كل شيء أسعد لھا .. معناھا أن اللعبة مستمرة لم تتوقف ... معناھا
أن الأرض لن تخلو من البشر .. لكن رفقًا به أيتھا الھرمونات .. لا تعذبیه كثیرًا من فضلك ..
-78 لكي تكون كاتبًا ساخرًا يجب أن تملك القدرة على السخرية من نفسك أولاً...! .. كل من لا يملكون ھذه
القدرة سخريتھم سمجة لزجة كريھة ..
-79 لیتنا أنا وأنت جئنا العالم قبل اختراع التلفزيون والسینما لنعرف ھل ھذا حب حقًا أم أننا نتقمص ما
نراه؟
-80 عندما يتعلق الأمر بشيء أحب عمله أعتبرك طفلاً يا ولدي .. طفلاً لا تقدر على ھذا .. وعندما يتعلق
الأمر بشيء أكره عمله أجد أنك كبرت وصرت رجلاً ويجب أن تتحمل مسئولیاتك !
-81 كانت له عینان صامتتان فیھما عتاب صامت كعیني قديس من لوحات عصر ما قبل النھضة ..
-82 بعد عام من الكتابة اكتشفت أنني – للأسف – لن اصیر نجیب محفوظ لمجرد ان لي شامة على خدي،
ولن أصیر الشابي لمجرد أن عیني صغیرتان حائرتان .. ولن أصیر ناجي لمجرد أنني موشك على الصلع ..
-83 كان اللیل صامتًا ذلك الصمت الذي يئز في الأذن ويصیبك بالصمم ..
-84 في امتحان علم الحیوان تساءلت في رعب عن صغر ھذا الصرصور الذي علي تشريحه، ثم اكتشفت
في رعب أنه ضفدع ولیس صرصورًا !
-85 كان يعتقد أن بلاھته وعقده فريدة من نوعھا .. عندما اختلط بالناس أدرك أنه وباء متفش .. وقد أصابه
ھذا بالذعر .. كان يحسب نفسه متمیزًا أكثر من ھذا ..!
-86 كان رأيه أن الوسیلة الوحیدة لمساواة الجنسین ھي أن يقید الرجل أكثر لا أن تنزع المرأة قیودھا !
-87 نضجت الفكرة في رأسي تمامًا فلم يبق إلا صبغھا بالحبر لتصیر مرئیة .. إن رأسي كالحامل المتم الآن !
-88 كان موظفًا منحرف المزاج وقحًا مع الجمھور، لأنه غیر مرتش !!
-89 إن عدم تساوي الحبین كارثة حقیقیة .. لكنھا تحدث دائمًا كأن الأمر لا يتعلق بمیزان بل بأرجوحة ... ومن
ھنا ولدت أغان مثل: تاريخ میلادك باستناه . تاريخ میلادي مش فاكراه .... بكتب اسمك يا حبیبي عالحور
[6]
العتیق .. تكتب اسمي يا حبیبي على رمل الطريق .. وإش جاب لجاب .. حبي أنا فوق السحاب .. وحبك
انت يا دوب تراب..
-90 انتھت صداقتنا لیس بمشاجرة أو موقف عنیف، وإنما ھي حالة من القرف والملل التدريجي ... ما ينتھي
ببطء لا يعود بسرعة .. لا يعود أبدًا ..!
-91 فتاة باردة كالثلج ... ما ھو الفرن الذري الذي يستطیع إذابة كل ھذا الصقیع ؟
-92 الیوم ھو أول يوم فیما بقى لي من عمر ... عبارة شكسبیرية عبقرية !
-93 يا وجھھا الصبوح المفعم بالأمل .. يا وجھھا الیانع .. لا تتركني أبدًا ..
-94 قال لي: أريد أن أسافر إلى أمريكا .. إلى بلد يعرف قدري .. قلت له: لماذا تريد أن تسافر لبلد يعرف
قدرك ؟... لماذا تريد ھذه الفضیحة ؟ .. في بلد طیب متسامح مثل مصر يمكن للحمار أن يظل مستورًا وأن
يأمل في وجبة العشاء.. لكن ھناك سیفتضح أمرك خلال ربع ساعة ... نصیحتي ھي.. ابق ھنا !
-95 كانت الحوائط مكسوة بتلك العبارات التي يعتقد متوسطو التعلیم أنھا بلیغة جدًا مثل (الخط خطي
والدمع يسیل على خدي) و(الذكرى ناقوس يدق في عالم النسیان)... دعك من الطبیعة الكامنة فیھم أن
الأديب لابد أن يكون حزينًا .. ما أن يمسك الواحد منھم القلم حتى يتحول إلى روح معذبة جريحة لم يفھم
الناس كم ھي رقیقة رائعة !
-96 إعلانات السینما المثیرة التي امتدت يد غاضبة تمزق ما فیھا من صدور وسیقان .. ھذه الإعلانات أشم
في تمزيقھا شیئًا أكبر من الحماس الديني .. ھناك نوع من الغل والسادية لا شك فیھما .. رائحة ما من
انتقام المحرومین .. أرتجف عندما أرى ھذه الإعلانات كأني أرى حادث اغتصاب وقتل ...
-97 نعم ھي غامضة ولكن لأنھا تعتقد أن غموض المرأة جذاب ..
-98 وجه الطفل الذي يحمل ملامح أبیه وأمه بالتساوي .. تنظر له للحظة فترى أمه .. تنظر له للحظة أخرى
تتغیر ببطء شديد... GIF فترى أباه .. كأنھا صورة كمبیوتر من طراز
-99 في كل مأزق في حیاتي كنت أنتظر ذلك الشيء ما الذي لم اكن أعرف أنه عندي لیخرجني من ھذا
المأزق ... أنا الآن في انتظار ھذا الشيء !
-100 الأرجح أن الشخص الحنون لا يفرق بین إعطاء الحنان وتلقیه ... ھذه ظاھرة عجیبة .
-101 قالت إن فلانًا يثیر اشمئزازھا ... أنا لست طفلاً.. معنى ھذا انھا تخشاه فعلاً لأنھا معجبة به وتخشى
أن تضعف .. كما اشمأزت زوجة الفنان من (ستريكلاند) في (القمر وستة بنسات)... حینما تقول المرأة إنھا
لا تطیق فلانًا فھي على الأرجح مفتونة به .. متى تعرف إنھا لا تطیقه فعلاً ؟... حینما لا تبالي به ولا تتحدث
عنه على الإطلاق..
-102 قلت لھا مغضبًا: لماذا تمیل النساء إلى الرجال الأوغاد الذين لا يوحون بأي ثقة ؟
قالت في برود: مثلما تنجذبون معشر الرجال إلى الفتیات المائعات اللاتي لا يعرفن كیف يرعین طفلاً أو
يحفظن بیتًا..
-103 ھل أنا مكافأتك أم جزاؤك ؟.. وھل أنت ثوابي أم عقابي ؟
-104 يا نھار إسود !.. متى وكیف سرقوا الثمانینات مني ؟
-105 الرضا كوب من الماء الصافي .. يمكن لأي شيء أن يفسده..
-106 الیوم 15 مارس .. يصر الكمبیوتر على أن منحناي النفسي في الحضیض ... لا أعرف كیف ... لكني
قررت أن أكتئب وأحزن فأنا لن أفھم أفضل من الكمبیوتر..
-107 كانت شفتاه غلیظتین فظتین تشعر بأنھما مخصصتان لتخرج منھما الألفاظ البذيئة
[7]
-108 الحل الوحید للمشاكل النفسیة ھو: لا تكن عاطلاً... لا تكن وحیدًا..
-109 الرجل الذي يعتقد أنه فاتن يتحول إلى شيء قميء .. كل حركاته تمثیل .. لا تعرف أھذه ضحكة أم
تقلص لعضلات الفم...
-110 كان يكتب قصصًا عن قصور ھارون الرشید من أجل أن يستكمل ثمن غرفة السفرة في شقة
المساكن التي حصل علیھا!..
-111 إنھا لمسة (ساديم)...اللمسة التي تحیل الذھب إلى رصاص !... وھي عكس لمسة الملك) میداس)
التي تحیل الرصاص إلى ذھب!
-112 كانت السیارة تمر بجوار النھر، عندما رأيت ذلك الرجل يقف شامخًا شاردًا ينظر للماء .. بدا لي في
الظلام وتوھج اللآلئ على صفحة الماء كأنه أسطورة .. كأنه جزء أصیل من ھذا الكون .. وتساءلت عن
الخواطر العبقرية التي تدور في ذھن ھذا الطیف .. أية قصیدة .. أية ذكريات ... لم يخیب الرجل ظني فقد
كان أعمق مما تصورت .. لقد فتح سرواله وراح يبول في الماء!
-113 يبدو أنه بدين كنوع من الحماية .. كل ھذا الدھن يحاول ان يحمي تلك الروح المرھفة الحساسة!
-114 سن الخمسین ھي اللحظة السعیدة التي تفلت فیھا من براثن سرطان الدم لتقع في أحضان
سرطان البروستاتا!
-115 يستقبل الوريد الحرقفي الداخلي سبعة فروع في الذكر بینما يستقبل ثمانیة فروع في الأنثى .. إن
النساء محظوظات في أشیاء كثیرة!
-116 ويفنى كل شيء..
كل الأحلام والشھوات والصراعات تموت..
ويبقى حبي المقدس لك يا طبق البامیة الحبیب!
-117 كلھم يقولون إنھا فتاة غیر جمیلة لكن رزانتھا وعقلھا يمنحانھا جمالاً.. حسن .. أنا أؤمن أنھا فاتنة وأن
جمالھا يمحو أثر غبائھا المطبق!
-118 لأن ما حدث حدث في وقت لم يتوقع فیه أحد أن يحدث، فإن أحدًا لم يفعل شیئًا وبالتالي لا يوجد ما
يستحق التعلیق علیه..
-119 أرجو أن اصل إلى القمة التي تسمح لي بتحطیم المواھب الشابة!
-120 إنه صراع بین إرادتین .. المخرج يريد إظھار البطلة عارية تمامًا والرقیب يجلسمتحفزًا لیخرب بیت
المخرج لو فعل .. ھذا ھو صراع الإرادتین .. الديالكتیك الذي ولدت منه قصة الفیلم!
-121 أحیانًا أرى حیاة البشر مجموعة من الصراصیر تتصارع في حمام .. يتسلق احدھا الجدار أو السیفون
فیھتف الجمیع: لقد نجح !... لقد بلغ أرقى المراتب !.. ثم يتلقى ضربة بشبشب فیبكونه ويتحدثون عن
الأقدار والفقید الذي خسرناه!
-122 سوف ينتھي ھذا الاجتماع الذي يضم كل ھؤلاء السادة الإداريین مع أول رشة فلیت محكمة!
-123 كانوا يشتمونه في غیبته .. فرحت أدافع عنه دفاعًا متخاذلاً لا يعني انه محق بل يعني أنني شھم !....
لم أتصور أنني بھذا اللؤم من قبل..
-124 رأيي في ھذا الرجل ؟.. يلخصه بیت الشعر العبقري:
رأى البیت يدعى بالحرام فحجه .. ولو كان يدعى بالحلال ما حجا!
-125 كنت أخافھا بكل الخوف الجديرة به فتاة تعرف أن (إيما لازاروس) ھي صاحبة الأبیات المكتوبة على
قاعدة تمثال الحرية!
-126 كان إعلانًا عن بودرة لإزالة رائحة القدمین، يبدو فیه شاب سعید لأنه تخلص من رائحة قدمیه

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة